عائشة مع زوجها حسين والأبناء والأحفاد.
عائشة مع زوجها حسين والأبناء والأحفاد.
عبدالله المدني
عبدالله المدني




عائشة مع زملائها وزميلاتها في السنة النهائية بمدرسة كندالا الهندية.
عائشة مع زملائها وزميلاتها في السنة النهائية بمدرسة كندالا الهندية.




.. ومع أختها زليخة واثنتين من صديقاتهما.
.. ومع أختها زليخة واثنتين من صديقاتهما.




عائشة يتيم
عائشة يتيم
والد عائشة الحاج يوسف خنجي.
والد عائشة الحاج يوسف خنجي.
-A +A
قراءة: الدكتور عبدالله المدني*
عُرفت البحرين بأسبقيتها خليجيا في مختلف المجالات والميادين. لا نقول هذا من باب المبالغة أو من منطلق زائف. فالشواهد كثيرة وموثقة تاريخيا لجهة أن البحرين كانت الأولى في منطقة الخليج والجزيرة في التعليم النظامي للبنين والبنات وفي الإرسال الإذاعي والبث التلفزيوني الملون وإدخال الكهرباء وتأسيس معامل المرطبات والثلج وتسجيل الاسطوانات وإجراء انتخابات بلدية وافتتاح دور السينما وإطلاق الفن المسرحي وتدشين فنادق الخمس نجوم وإرسال البعثات الطلابية والوفود الثقافية إلى الخارج وبناء الجسور الرابطة بين الجزر والتعرف على سلع الرفاهية مثل مكيفات الهواء والمصاعد وغيرها، وتأسيس الأندية والجمعيات النسائية. غير أن حديثنا هنا ليس عن هذه الأمور التي تفتخر بها البحرين، الصغيرة بمساحتها والكبيرة بتسامح مجتمعها وبمواهب أبنائها وأفكارهم الطليعية والتنويرية. ولئن كان البعض يشكك في ما قلناه فكيف له أنْ يصدق أنّ فتاة بحرينية ذهبتْ للدراسة خارج وطنها في مطلع العشرينات من القرن الماضي يوم كانت قريناتها يعانين الأمرين من الجهل وسطوة الذكور وقيود التقاليد والعادات الاجتماعية القاسية؟

هذه الفتاة اسمها عائشة يوسف لطف علي خنجي، التي اشتهرت باسم «عائشة يتيم» في أعقاب زواجها في العام 1938 من الوجيه المرحوم حسين علي يتيم، الذي عُرف هو الآخر بــ«رجل الأعمال الذي جعل حياة البحرينيين أكثر سلاسة» كناية عن مشاريعه الجريئة ومبادراته التجارية والصناعية غير المسبوقة في زمن صعب لم تكن فيه منطقة الخليج والجزيرة قد عرفتْ بعد مظاهر التمدن وأدوات الحياة العصرية.


أبصرتْ عائشة النور في المنامة سنة 1913 ابنة لعائلة من تجار البحرين المتعاملين مع الهند البريطانية من الذين انتقلوا إلى الساحل العربي للخليج من بلدة «خنج» على الساحل الفارسي للخليج. ولهذا السبب فإنها بمجرد تخرجها من الكتاب التقليدي في سن السابعة اصطحبها والدها الحاج يوسف لطف علي خنجي مع إخوتها إلى بومباي لإكمال تعليمهم في مدارس راقية هناك، خصوصا وأنّ البحرين لم تكن بها آنذاك مدارس نظامية، لا للبنين ولا للبنات، ناهيك عن أن تعليم المرأة كان مستهجناً.

كان منطلق والدها، رجل الأعمال الناجح ومؤسس أول مطحنة للدقيق وأول مصنع للثلج وأول معمل للمياه الغازية في تاريخ البحرين، أن الثروة والمال لا قيمة لهما دون التغرب من أجل التحصيل العلمي واكتساب المعارف الحديثة والاحتكاك بالمجتمعات المتمدنة.

قلنا إنّ التاجر يوسف لطف علي خنجي اختار لابنته عائشة مدينة بومباي الهندية مكانا للدراسة لأسباب منها وجود تجارة ومعارف له هناك، ناهيك عن أن الهند عموما وبومباي خصوصا كانت في ذلك الزمن قبلة الدنيا للتعليم والتجارة، وأقرب مكان للبحرين تتوفر فيه مدارس إنجليزية راقية.

بين بومباي وكامبردج

درستْ عائشة لمدة ثلاث سنوات في بومباي انتقلت على إثرها إلى مدينة هندية شبه جبلية هي مدينة «كاندالا» القريبة من مصيف بونا، وذلك بسبب عدم ملاءمة الطقس في بومباي لصحتها. تقول عائشة، طبقا لما هو منشور في كتاب عنها من إعداد الشاعرة والصحفية الأسترالية آن فيربين، وترجمة شاه زمان شمس، تحت إشراف الأستاذ إبراهيم بشمي، ما مفاده أنها التحقت في مدينة «كاندالا» بمدرسة داخلية ممتازة تديرها مجموعة من الراهبات المنتميات لكنيسة القديسين الانجليكية. مضيفة: «لقد كنا سعداء جدا هناك، وعلى علاقة جيدة جدا مع المدرسات والطالبات». ثم تقول إنها وأخاها حصلا على الشهادة النهائية فقررا بعد ذلك السفر مع أبيهما إلى إنجلترا بحرا بواسطة الباخرة «قيصر الهند» في رحلة استغرقت 21 يوما.

في بريطانيا التحقت عائشة بمدرسة «بيرسي» في كامبردج كطالبة بقصد دراسة الطب، بينما قرر أخوها دراسة الهندسة، لكنها بعد مضي ثلاث سنوات على تواجدها هناك اكتشفت أن الطب ليس مجالها، وأن ميولها هي دراسة الأدب واللغات القديمة والحديثة، غير أن والدها رفض رفضا باتا أنْ تغيـّر تخصصها بحجة أنه لا مجال محترما لعملها في منطقة كالخليج بعد التخرج إلا في تخصص الطب. وعليه قررت عائشة الانقطاع عن تحصيلها الجامعي والعودة إلى البحرين بحرا على ظهر باخرة للشحن تدعى «كوهستان» تابعة لخطوط «ستار لاين»، حيث لم تكن هناك وسيلة أخرى للانتقال إلى البحرين. وقد استغرقت رحلة العودة 22 يوما، عبرت خلالها الباخرة المذكورة قناة السويس وميناء بندر عباس الإيراني. أما والدها فقد قرر البقاء في بريطانيا لأنه كان قد نقل تجارته آنذاك إلى مدينة مانشستر المعروفة بمنسوجاتها القطنية الجيدة، وكان ينوي أن يفتتح بها مصنعا لغزل المنسوجات القطنية لأغراض التصدير إلى إيران وأقطار الخليج العربية.

العودة إلى الديار

تصف عائشة لحظة وصولها إلى فرضة المنامة فتقول إنها نزلتْ من الباخرة بواسطة سلم من الحبال، وكان في استقبالها جدها وخالها اللذان أحضرا لها العباءة النسوية السوداء كي تلبسها كنوع من الحشمة والستر أمام البحارة والمسافرين والتجار القادمين لاستلام بضائعهم. ومما أخبرتنا به أيضا أن جدها لم يكن راضيا عن اصطحابها لقبعتها النسائية وظل يهز رأسه طويلا يمنة ويسرة، ويردد عبارة «لا إله إلا الله» كناية عن الغضب والاستنكار، حيث كان ارتداء القبعة بالنسبة له ولأقرانه آنذاك تشبها بالكفار. لكن في عرف الفتاة الشابة عائشة، كان الأمر مبعثا للاستغراب، أو كما قالت: «كنت أشاهد كل ذلك وأنا مستغربة، أتساءل لماذا أثار شيئا بسيطا مثل القبعة حفيظة جدي؟».

وهكذا عادت عائشة من إنجلترا، البلاد الخضراء الجميلة التي عشقتها وكونت فيها أجمل الصداقات لتعيش في البحرين التي تركتها وهي صغيرة، فلم تعد تتذكر منها إلا أشياء صغيرة مهزوزة غير مترابطة وغير واضحة. على أن الأسوأ كان نسيانها للغتها الأم، والتي وقفتْ حاجزا بينها وبين أهلها ومعارفها للتفاهم والإعراب عما في جوفها من مشاعر وأحاسيس ورغبات وتطلعات.

تقول عائشة في هذا السياق إن البحرين وقت عودتها كانت لا تزال تلك الجزيرة الناعسة السعيدة التي تركتها وهي طفلة.. كان النفط قد اكتشف فيها حديثا، وكان العمل في حقول الزيت قد بدأ، لكن دون أنْ ينعكس مردوده الاقتصادي والاجتماعي على حياة الناس حتى تلك اللحظة.. بدأنا نرى بعض السيارات التي لم تكن موجودة سابقا، وقد حلت مكان عربات الحمير.. كانت الطاقة الكهربائية قد دخلت البلاد، وأنارت البيوت والأحياء، وجلبت معها المراوح الكهربائية كبديل لعملية التهوية والتبريد المعتمدة على «البادكير» أو الأبراج المشيدة فوق الغرف كي تحجز الهواء صيفا وتدفعه إلى أسفل الغرف.. كانت الأعمال الجديدة قد بدأت تستقطب الكثيرين من إيران والهند ودول الخليج للعمل في البحرين، حيث الرواتب مغرية والحياة أيسر نسبيا. لكن عائشة استدركت فقالت عن تلك الفترة ما معناه إن الناس كانوا أسعد حالا لأنهم ارتضوا بما قسمه الله لهم.

وتعود عائشة للحديث عما حدث لها بعد نزولها إلى فرضة المنامة في عام 1934 فتقول: «غادرنا الفرضة في سيارة العائلة من نوع فورد إلى فريج العوضية، حيث كنا نسكن، ومررنا في طريقنا على بيوت من طابق واحد، ورجال يرتدون اللباس العربي، ولكنني لاحظتُ أنه لا توجد نساء في الطريق أبدا. لم يكن الطريق طويلا. وحين وصلنا قرب المسجد الذي بناه جدي لطف علي خنجي في المنطقة ذاتها وجدتُ حشدا من النساء في عباءات سوداء جئن للقائي وأحطن بالسيارة، فنزلتُ وسط حشد من المفاجأة والعناق، فقد ضمتني كل واحدة منهن ونحن ندخل إلى البيت من الباب المخصص للنساء».

وتواصل فتقول: «والدتي التي لم ترني من سنين عديدة أغمي عليها، وتجمعتْ النساء حولها يرشونها بماء الورد حتى عادت إلى وعيها، ثم بدأت الأسئلة تنهال عليّ من كل صوب، ولكن للأسف كنتُ قد نسيت لغتي، ولم يكن بيدي حيلة سوى ترديد بعض الكلمات بالإنجليزية والابتسام لعلهن يقدرن موقفي إلى أنْ وجدت الحل لاحقا في استخدام اللغة الهندية التي كنتُ قد تعلمتها من دراستي في الهند، وكان بعض نساء البحرين يجيد القليل منها».

أول نادٍ نسائي بالبحرين.. شمعة أطفأتها «رياح الرفض»

مرت أوقات عصيبة على عائشة بعد عودتها من رحلة الغربة والدراسة فبقيت معزولة تثير الشفقة بسبب حاجز اللغة، ثم بسبب عدم وجود ما تشغل به نفسها، فلا مجلات ولا كتب ولا اسطوانات ولا جهاز مذياع خاص بها، ولا جلسات تدور فيها أحاديث ذات فائدة وتتجاوز السؤال عن الصحة وصحة الأهل، ناهيك عن الغمز واللمز بسبب عدم زواجها، حيث كانت التقاليد تحتم وقتها زواج الفتاة بمجرد بلوغها سن السادسة عشرة. لكن عائشة استطاعت أن تتكيف مع الوضع الجديد شيئا فشيئا، خصوصا بعد تعرفها على فتيات ومعلمات مدرسة الإرسالية الأمريكية القريبة من منزل عائلتها، واللواتي أخذن يزرنها ويجلبن لها الكتب والمجلات (مثل الكريستيان هيرالد، والريدرز دايجيست)، وصارت هي من جانبها تحضر جلساتهن وحواراتهن في مجلسهن المفتوح كل يوم خميس. تقول عائشة عن هذا الأمر ما معناه إنها كانت سعيدة بهذا الترتيب، ولم يكن لديها صبر الانتظار حتى يوم الخميس التالي لرؤيتهن. في هذه الأثناء كان الوجيه حسين يتيم، العائد من دراسته في بريطانيا لاستلام أعمال والده المتوفى حديثا، يبحث عن شريكة حياته، وكان من شروطه أنْ تكون زوجة المستقبل فتاة متعلمة عصرية تشاركه أفكاره التنويرية، فلم يجد أفضل من عائشة التي اقترن بها في عام 1938 والتي أنجبت له البنين والبنات. وبهذه الزيجة الموفقة راحت عائشة تقتحم المجتمع البحريني من باب العمل التطوعي الإنساني الذي نجد أوضح تجلياته في انخراطها مع الراحلة الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة وغيرها من سيدات البحرين المتنورات، من أمثال: الشيخة نيلة بنت خالد، الشيخة موزة بنت محمد بن عيسى، سلوى العمران، سكينة القحطاني، عصمت آل شريف، فاطمة الفايز، محفوظة الزياني، حياة القصيبي، شيخة فخرو، وفيقة الصواف، لتأسيس أول نادٍ للسيدات في البحرين وعموم الخليج، وذلك في مطلع الخمسينات من القرن العشرين، وهو النادي الذي تربص به المتشددون وحرضوا المسؤولين ضده من خلال الصحافة ومنابر المساجد باعتباره عملا منكرا وخروجا على التقاليد والأعراف، فأصدرت جماعة أطلقت على نفسها «جماعة الدعوة إلى الإسلام» بيانا قالت فيه: «قاطعوا هذا المنكر واعلنوا الحرب عليه»، فيما الحقيقة أن النادي لم يكن عنده منكر ولا شيء آخر سوى عمل الخير، فتم إغلاقه بعد ثلاث سنوات من انطلاقه، ليعود نشاط السيدات لاحقا من خلال جمعية رعاية الطفل والأمومة، وجمعية نهضة فتاة البحرين التي ترأستها عائشة منذ تأسيسها في عام 1955. لقد أثبتت عائشة في مختلف مراحل حياتها أنها راقية في تعاملها مع الآخر.. واثقة من نفسها.. صلبة في مواجهة العثرات والمعوقات. كانت حياتها -طبقا لمعدة سيرتها آن فيربين Anne Fairbain- مثالا من العطاء وإنكار الذات وخدمة الآخرين. لقد أمسكت بالمصباح عاليا لكي تضيء طريق المستقبل لغيرها من نساء البحرين. إن عائشة ذات تفكير مبدع وذلك يبدو واضحا في بيتها وحدائقها وفي حيوية وعيها وتذوقها للأدب والموسيقى، ولكن فوق كل شيء فإن موهبتها تنعكس بصورة متناغمة مع الجو العائلي المفعم بالحب والرعاية.

رسالتان إلى إفلين.. توثقان التغييرات الاجتماعية

من مخزون ذكريات عائشة خنجي، التي وضعتها في الكتاب الصادر عنها، رسالة أرسلتها في عام 1958 إلى صديقتها «إفلين» في لندن، من بعد أول رسالة أرسلتها إليها في عام 1938، فذكرت فيها أنه خلال السنوات العشرين الفاصلة بين الرسالتين حدثتْ أمور مهمة، ليس فقط في البحرين بل في العالم أجمع. ثم راحت تسرد شيئا من التغييرات التي حدثت بُعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية، فأتتْ على ذكر أجهزة المذياع (من نوع «باي» أو «فيلكو» أو «فيليبس» ذات الإطار الخشبي والأسلاك الداخلية والخارجية الطويلة)، التي لم يكن بيت في البحرين يخلو منها، فكان الجميع يجتمع حولها لسماع الأخبار والأغاني العربية والموسيقى الشرقية والبرامج الأخرى من إذاعة صوت العرب المصرية وغيرها من الإذاعات العربية والأجنبية، خصوصا في المساء، لأن الإرسال لم يكن قويا في النهار.

ثم كتبتْ عائشة ما يلي: «مع مرور الوقت أصبحت البرامج أفضل، واكتشف كثير من الشباب البحريني الدول الأخرى، وكيفية حياة الناس فيها، واختلاف طريقة معيشتهم ولباسهم ومأكلهم أيضا. الفتيات المراهقات كن يحببن الذهاب إلى المدرسة. بعض الآباء لم يكن لديهم أي مانع. البعض الآخر الأقل تمدنا يعتقد أن كل ما تحتاجه الفتاة ممكن تعلمه في البيت، ولا داعي لخروجها لطلب العلم».

بعد ذلك راحت تتحدث عن إرهاصات تأسيسها لـ«جمعية نهضة فتاة البحرين» وكيفية ظهور فكرتها، فكتبت (بتصرف): «الكثير من الشابات بدأن الذهاب إلى المدرسة، ولكن المشكلة كانت مع الشابات الأكبر سنا ممن كن يتمنين الخروج من البيت والالتقاء مع شابات العائلات الأخرى (.....). وعندما أدركتُ ذلك فكرتُ في طريقة لالتقاء الشابات ببعضهن البعض للتعارف وتبادل الرأي ومناقشة مشاكلهن، وكان لا بد من مكان مناسب لذلك مثل (نادٍ للسيدات). تحدثتُ مع مجموعة من الشابات ضمن صديقاتي وقريباتي، وعرضتُ عليهن الفكرة وسألتهن إن كن سيذهبن إلى النادي لو كان هناك نادٍ تجتمع فيه الشابات، لأني كنت أفكر جديا في افتتاح نادٍ للسيدات. وجدتهن مرحبات بالفكرة ومتشوقات لها».

تضيف عائشة في السياق ذاته قائلة لصديقتها الإنجليزية إيفلين: إنها مرتُ بحالة نفسية صعبة، وإن جميع صديقاتها وقريباتها أبدين استعدادهن لفعل أي شيء من أجل إخراجها من تلك الحالة، الأمر الذي تقرر معه الالتقاء في بيتها ذات يوم أربعاء من شهر أكتوبر سنة 1955 فكان ذلك اليوم بداية لأول جمعية للسيدات، وهي جمعية نهضة فتاة البحرين التي راح عدد أعضائها يزداد بسرعة، وراحت أنشطتها تتمحور حول أشغال الإبرة والخياطة، وتعلم الطبخ، وتبادل الآراء حول أمور الحياة اليومية بشكل عام، علاوة على إقامة الأسواق الخيرية والحفلات الترفيهية المنوعة، بغية جمع التبرعات المالية الكفيلة ببناء مقر خاص بالجمعية في المنامة.

* أستاذ العلاقات الدولية ــ مملكة البحرين